يعد الاتحاد الأوروبي النموذج المثالي لإقامة التكتلات الاقتصادية العالمية، والذي استطاع على مدى أكثر من 50 عاما في تحقيق عدة أهداف اقتصادية، وتزايد التبادل التجاري بين أعضائه وهو ما انعكس على زيادة مستويات الدخل والتنمية الاقتصادية، وتبعه في ذلك نماذج عدة للتكتلات الاقتصادية شرقا وغربا بغية تحقيق التنمية الاقتصادية والرفاهية لسكانه. لا شك أن للتكتلات الاقتصادية الكثير من الأثار الإيجابية في زيادة النمو الاقتصادي والتبادل التجاري، إلا أنه أسفر عن زيادة التفاوت في الدخل سواء بين الأفراد أو بين الدول، فقد وصل نصيب أفقر 50% من سكان العالم إلى 8.5% من إجمالي الدخل، في الوقت نفسه، يكسب أغنى 10% من سكان العالم أكثر من 50% من إجمالي الدخل. فكيف يمكن تقييم أثر التكتلات الاقتصادية على الفئات الضعيفة والمهمشة مع إلقاء الضوء على التجربة العربية في إقامة التكتلات الاقتصادية وخاصة وقت الأزمات كانتشار وباء جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.