تثير مسألة العلاقة بين الأقليات والدولة العديد من الأسئلة، وتأخذ هذه العلاقة أكثر من منحى وأشكال، فمعظم الدول الحديثة تتكون من العديد من العرقيات المختلفة سواء كانت عرقية دينية أو إثنية أو ثقافية..إلخ، على عكس الدولة القومية والتي سعت إلى وحدة الدولة ونمط موحد للحياة الثقافية والدينية والعرقية الداخلية. ويرجع بالأساس تنوع العرقيات بداخل الدول إلى التطورات التي شهدها العالم وتطور نمط الحياة، فمع التوسعات الاستعمارية ونزوح الأفراد تكونت جاليات مختلفة داخل الدول الاستعمارية وداخل الدول المستعمرة. كما أدى تطور الاتصالات والاختراعات البشرية المتتالية منذ القرن الثامن عشر إلى زيادة النزوح والهجرة، والتي جعلت من الصعب وجود مجتمع منغلق على نفسه ذات عرقية أو إثنية واحدة. كما ساعدت الثورة التكنولوجيا التي بدأت في نهايات القرن العشرين إلى التوسع في دراسات الأقليات وفي العلاقة بين الأقليات والدولة وكيفية احتواء الأقليات حتى لا تؤثر على وحدة واستقرار الدولة. وفي هذا الإطار تسعى هذه الورقة إلى محاولة دراسة العلاقة بين الدولة والأقليات من حيث التعريف بالأقليات وطرق إدارة الإشكاليات العرقية في ظل النظام العالمي الجديد.
12.-The-relationship-between-the-State-and-the-minorities-AR